نصائح واستراتيجيات للتوازن بين العمل والحياة الشخصية في السعودية
29 - 05 - 2024
الموظف المتمرد : يعد الموظف المتمرد مشكلة تواجه المديرين في الوقت الحالي وخاصة إذا كان هذا الموظف يتمتع بالمهارات والخبرة المطلوبة للعمل ، فمن ناحية فهو بمثابة قائد في العمل ومن ناحية أخرى يعد أسوأ أعضاء الفريق في التواصل وأكثرهم تأثيرا بالسلب على إنتاجية العمل ، فيقع المدراء بين استغلال مهاراته أو طرده من العمل ، في مقالنا هذا سنتعرف على الموظف المتمرد وكيفية التعامل معه .
لتمرد الموظفين عدة أسباب وأهمها ما يلي :
الموظف المتمرد يتسم بثقة زائدة عن الحد ، والثقة بحد ذاتها هي صفة جيدة لكن المبالغة بها يمكن أن تضظر صاحبها ، حيث أن أي نقد بناء موجه له أو ملاحظة على سلوكه يعتبره تهديد صريح لهذه الثقة يجب مهاجمتها ، لذا لا تستغرب من أن يرفض المتمرد أي تعليق ترغب به إفادته أو مساعدته في العمل ، لأنه يعتبر ذلك تصريح منك على ضعفه ، وهذا مخالف لما تعكسه ثقته بنفسه .
لا أحد يولد بخبرة كافية تؤهله إلى العمل ، لذا دائما نسعى إلى طرق مختلفة من أجل صقلها وتحصيلها ، وعندما نتعرض إلى مواقف لا تتناسب مع هذه الخبرة ، أما أن نقوم بصقلها بالمزيد من التعلم وهذا أمر طبيعي للموظف المحترف ، أما في حالة الموظف المتمرد ، يعد إظهار قلة الخبرة ناقوس خطير يهدد ثقته بنفسه ، لذا تكون أول ردة فعل له إخفاء هذا الضعف بأن ينكر تماما وجود مشكلة ما أو قيامه بشيء خاطئ ، لذا يجب إيصال المعلومة له بشكل جيد .
الموظف المتمرد دائما ما يظهر تحت القيادة الضعيفة ، فإذا وجد نفسه تحت مسؤولية شخص أقل منه خبرة أو كفاءة ، عادة ما يقوم بإفتعال المشاكل كنوع من أنواع المعارضة الغير مباشرة كما يبدأ بالتطاول على المدير وإي من كان يراه في طرفه ، كأنه يقوم بإبراز ضعف قوة المسؤول أمام الجميع وعدم قدرته على السيطة على من يرئسهم حتى ولو هذا قد يضعف صورته كموظف محترف داخل الشركة .
يوجد أشخاص لديهم مشكلة في التحكم بمشاعرهم حيث يعانون من عدم السيطرة على انفعالاتهم أو ردودهم ، فهم متأثرون دائما بنظرة المؤامرة وأن الجميع يتآمر عليهم .
يعد التقدير من أهم الوسائل المحفزة لقيام الجميع بأداء أعمالهم بالجودة والكفاءة المطلوبة ، وغيابه يؤدي إلى شعور الموظف بعدم جدوة ما يقوم به أو عدم أهميته في عجلة العمل بالكامل ، شعور عدم التقدير تدفع الموظفين إلى التطاول على مدرائهم ، حيث يشعرون بأنهم مهما قاموا بأي مهمة ففي جميع الأحوال لن يتم تقديرهم .
إليك مجموعة من الاستراتيجيات للتعامل مع الموظف المتمرد ، حيث تختلف معهم طريقة التعامل بإختلاف شخصيات المتمردين ، ومن هذه الاستراتيجيات ما يلي :
إذا كنت تريد تخفيف حالات سوء التفاهم بينك وبين الآخرين ، عليك أولا أو تتوقف عن إرباكهم ، بمعنى أن تعزز أقوالك بالأفعال وأن تكون صادقا فيما تقول وأن تفي بوعودك حتى النهاية ، فلا يجب أن يوافقك معظم الناس في الرأي بصورة تامة ، ولكن من الضروري أن يثقوا بك إلى أبعد الحدود ، وهذا لن يحصل إذا كنت متقلبا أو مترددا أو لديك ضعف في الشخصية .
ليس مهما أن يتم الإتفاق في الآراء على كل شيء ، وفي الحقيقة تسهم الخلافات في وجهات النظر في إضفاء صبغة من الدينامكية والابتكار في بيئة العمل ، ولكن ليس شرطا أن يكون رأيك هو العامل الأول في أداء المهام بشكل صحيح ، حاول أن تتجنب الصدام مع الآخرين لمجرد الخلاف معهم ، وعليك أن تجد الحلول المناسبة دائما عند التعرض لمشاكل خطيرة .
غالبا ما يندفع سلوك الموظفين المتمردين جراء سبب أو نتيجة حدثت لهم ، فربما تكون هذه الأسباب شخصية أو مهنية ، لكن معرفتها وعلاجها يساعد بشكل كبير في علاج تصرفات الموظف المتمرد والتخلص منها ، فقد يتمرد الموظف جراء شعور داخلي بعدم التقدير أو بسبب سلوك حدث بالفعل ولا يعجبه في بيئة العمل ، وبمجرد أن يتم علاج هذا السلوك ، يعود الموظف إلى سلوكه الطبيعي وخاصة إذا كان سلوك هذا الشخص جديدا على شخصيته وليس طابع متأصل فيه .
حيث يمكن معرفة أسباب تمرد الموظفين أما عن طريق عقد اجتماع على إنفراد معه ومخاطته بطريقة ودية لا رسمية .
كما يمكن للمدير فتح الباب للحصول على اقتراحات من الموظفين والسماح لهم بالحديث معه بحرية في أي مشاكل قد يشعرون بها ، حيث من الممكن أن يتشجع الزملاء ومصارحة المدير بمشاكل الموظف المتمرد حتى تتكاتفو كفريق لحل هذه المشاكل ، الغرض من ذلك مساعدة الموظف المتمرد ومعالجة مشاكله المستعصية حتى يعود إلى وضعه الذهني والنفسي الجيد .
الاحتلاف والاحتقار هما شيئان متباينان ، وبغض النظر عن وجود إختلافات أم لا فإن الاحترام هو سمة يجب أن تكون حاضرة دائما وهي تقع في صميم أي علاقة ناجحة ، كما أنها الأساس الذي يبنى عليها فريق العمل القوي بالأداء والشراكات المثمرة والناجحة ، كما أن الاحترام في الاختلاف بالرأي مقترن تماما بالإنتاجية في العمل .
وهذه خطوة إيجابية في طريق تجنب الخلافات غير الضرورية ، كما أن وضع إطار واضح لعملية صنع القرار وإصدار تفويض رسمي بالصلاحيات عند الحاجة وأيضا تشجيع الممارسات المحبذة في التعاون وبناء الفريق والتطوير القيادي وإدارة المواهب وهذا سيعمل بلا أدنى شك على تفادي إي خلافات .
معرفة ما يريده الطرف الآخر من الوصول إلى الأهداف له أهمية كبرى ، ومن الضروري جدا أن تدرك دوافع الآخرين قبل أن تشترك معه في الجدال والخلاف ، وبوسعك أن تتفادى الخلافات والنزاعات عن طريق مساعدة أولئك المحيطين بك على تحقيق غاياتهم ، فإذا كانت هذه هي طريقتك التعامل فسوف لن تجد الكثير من التحديات والعقبات التي تقف في سبيلك لإنهاء التوترات والخلافات .
كل نزاع أو خلاف قائم ينضوى على فرصة عظيمة ليتعلم الإنسان منها ، وفعندما يوجد الخلاف وجدت احتمالية كبيرة للتطور والنمو ، فإذا كنت تشغل منصب مدير تنفيذي لا يستغل ما ينشأ من تعارض في الآراء بهدف تعزيز بناء الفريق والتطوير القيادي فأنت تضيع فرصة عظيمة لا تتعوض .
لا تتوقع أن أي تقييم إيجابي لمدة أسبوع أو يوم ، سيحول الموظف المتمرد إلى موظف مطيع فجأة ، ولا حتى نظام عقاب وثواب صارم قد يعالج داء الموظف ، فالوقت هو ما يصلح كل شيء ، لذا للتتعامل مع الموظف المتمرد بشكل صحيح امنحه بعض الوقت يسمح له من فهم الصورة الكاملة لأهداف الشركة وطريق سير العمل .
تعرفنا في مقالنا هذا على الموظف المتمرد وذكرنا أسباب تمرد الموظفين ، كما قدمنا مجموعة من النصائح للتعامل مع الموظف المتمرد .