القيادة الظرفية

pngegg 84

القيادة الظرفية 

القيادة تتطلب المرونة والقدرة على تغيير طريقة الاستجابة وذلك تبعا للمواقف والمشاريع المختلفة ، لذا يتم تطوير ودراسة أنماط القيادة وأساليبها وطرق تطوير آلياتها ، وذلك حتى تتناسب مع سوق العمل المتغير بشكل كبير ومستمر ، في مقالنا هذا سنتحدث عن نوع من أنواع القيادة وهي القيادة الظرفية وأنماطها . 

ما هي القيادة الظرفية : 

تعرف القيادة الظرفية بأنها مستوى استعداد كل عضو من أعضاء الفريق في كل موقف ، والفائدة منها هي تطوير العلاقات مع أعضاء الفريق ، بناء على التواصل ، وهذا الأمر متروك للقائد من أجل تقييم مهارات أعضاء الفريق وثقتهم وتحفيزهم وتحديد أسلوب القيادة التي يجب استخدامه . 

وتعرف بأنها من أنجح المناهج الإدارية وهي أحد أحدث المناهج في علم الإدارة ، وتعد أسلوب قيادة ونموذج القيادة الذي يفترض أن أساليب القيادة متناسقة مع ظروف مختلفة ، وأهم مطوريها الدكتور بول هيرسي و كينيت بلانشارد ، 

العوامل الظرفية التي تؤثر على الإدارة : 

يوجد مجموعة من العوامل التي تقوم عليها هذه القيادة ومنها : 

  • يجب أن يكون القائد الجيد قادر على تكييف سلوكه وطريقته في الوصول إلى البيئة المحددة الذي يجد نفسه فيها . 
  • مقدار السلوكيات التوجيهية التي يتمتع بها كل قائد والدعم الذي يظهره لمرؤسيه . 
  • الجو النفسي للعاملين . 
  • درجة التعاون بين القائد والعاملين . 
  • حجم المؤسسة والعاملين فيها . 
  • طبيعة المجتمع والمكان التي تتواجد به المؤسسة . 

أنماط القيادة : 

قدم بول هيرسي وكين بلانشارد في هذه النظرية أربعة أنماط قيادية يمارسها القائد وفق مستوى نضج الموظفين ، وهي نمط التوجيه ، ونمط الدعم ونمط التفويض ونمط التدريب ، وفيما يلي سنتحدث عن كل نمط من أنماط القيادة الظرفية على حدا : 

نمط التوجيه : 

يقصد به أن القائد يقوم بتوجيه الموظف مع تحديد كيف ومتى وأين ينجز العمل ؟ ، وهذا الخاص يختص بالموظف المتحمس للعمل ، ولكن تنقصه بعض من المهارة والخبرة ، اذا تكون كفاءته منخفضة والتزامه عاليا . 

نمط التدريب : 

يتيح القائد الفرصة للموظف لإبداء رأيه ، مع الإستمرار بإعطاء التوجيهات لكيفية إنجاز العمل ، ويستخدم نمط التدريب عندما يكون الموظف غير راغب في العمل ولا يمتلك الخبرة والمهارة الكافية لإنجاز العمل ، بمعنى أن كفاءة الموظف منخفضة وكذلك التزامه بالعمل منخفض . 

نمط التفويض : 

في هذا النمط يركز القائد على منح الموظف الصلاحيات على أن تكون العلاقة بين القائد والموظف استشارية ، ويعد هذا النمط مناسب في حال كان الموظف يتمتع بمستوى نضج عالي ويمتلك الرغبة الشديدة في العمل ، كما يمتلك المهارة والخبرة وملتزم بالعمل . 

نمط الدعم : 

يقوم هذا النمط على تشجيع الموظف وإشراكه في اتخاد القرارات ، مع التقليل من الملاحظات التوجيهية ، ويستخدم هذا النمط في حال الموظف الذي يمتلك الخبرة والمهارة لإنجاز العمل ، ولكن حماسته للعمل منخفضة أي أنه يمتلك كفاءة عالية نوعا ما مع التزام متغير للعمل . 

ما هي مهارات القيادة الظرفية : 

يوجد ثلاثة مهارات متفق عليها للقيادة الظرفية وهي ما يلي : 

  • التشخيص : وهي تقييم احتياجات المرؤوسين في مرحلة التطوير . 
  • المرونة : وتكون قادرة على تخفيف استخدام أشكال مختلفة من القيادة . 
  • شكل القيادة المتفق عليها ، تشكيل قادة اتفاقية شراكة مع المرؤوسين ، القيادة اللازمة لتشكيل اتفاقه مع المرؤسين . 

خصائص القيادة الظرفية : 

تشتمل القيادة الظرفية على مجموعة من السمات والخصائص وهي ما يلي : 

  • التشجيع على المشاركة : غالبا ما يشجع القادة أعضاء الفريق على أن يصبحوا أكثر اعتمادا على أنفسهم من خلال تعزيز المشاركة في القرارات . 
  • الأمانة : يجب أن يكون القائد صادقا وأن يكيف أسلوب قيادته ليناسبه بدلا من أن يقود فريقه بطريقة أكثر فائدة لنفسه . 
  • الشجاعة : تتطلب القيادة الكثير من الشجاعة للقائد لتجربة مناهج القيادة المختلفة ومعرفة أيها الأمثل ، فالقائد من صفته لا يخشى المخاطرة واعتماد أسلوب قيادة مختلف جذريا إذا تطلب الأمر ذلك . 
  • النزاهة : القائد لا يغير أسلوبه بمجرد الاستفادة من الموقف ، حيث يتكيف بطريقة أنسب مع مراعاة عوامل مثل الهيكيل التنظيمي والثقافة والأهداف التي يجب تحقيقها ، ويقومون بفعل ذلك بكل نزاهة ومصداقية ، ولا تدفعهم الرغبة في الاستفادة بشكل غير عادل من نقاط ضعف الفريق أو المنظمة . 
  • رؤية واضحة : قائد الموقف يمتلك رؤية واضحة نحو ما يتجه إليه الفريق وهذا ما يسمح للقائد بتحديد واعتماد أكثر الاستراتيجيات والسلوكيات فاعلية للوصول إلى الأهداف . 

مميزات القيادة الظرفية : 

للقيادة الظرفية مجموعة من المميزات وأهمها ما يلي : 

  • من الممكن أن يكون نموذج القيادة الظرفية مفيدا جدا في معظم السياقات إذا ما تم تطبيقه بالشكل الصحيح ، بدلا من تقديم طريقة واحدة فقط لقيادة مجموعة من الأشخاص حيث تقدم هذه النظرية عدة بدائل للقيادة . 
  • تتيح القيادة الظرفية للقادة التكيف بشكل أفضل مع المهام المطروحة وخصائص موظفيهم . 
  • عندما يكون القائد قادر على فهم مرؤسيه وتوجيههم بفعالية ، فإنهم بذلك يميلون إلى تطوير قدراتهم على تنفيذ دوافعهم ومهمتهم . 
  • عندما يتم استخدام القيادة الظرفية بشكل صحيح ، يتقدم الموظفين تلقائيا عبر مستويات النضج وهذا يؤدي أن يحصل القائد بعد فترة على الاسترخاء وتفويض جزء كبير من مهامه إلى فريقه . 

سلبيات القيادة الظرفية : 

للقيادة الظرفية عدة سلبيات وأهمها : 

  • بالنسبة للقائد الذي لا يمتلك الخبرة سيكون من الصعب عليه فهم مستوى النضج الذي يتمتع به كل موظف من موظفينه ، لذا حتى تكتسب الخبرة في العمل مع الفريق يجب أن تمتلك نموذج فريد تتبعه في علاقتك مع موظفيك . 
  • عند اتباع القيادة الظرفية ، يتعين على القائد أن يتصرف بشكل مختلف مع كل من مرؤسيه ، بمعنى أنه يتم السماح لبعض الموظفين بالحرية التامة بينما سيتم توجيه الموظفين الآخرين في جميع مهامهم تقريبا . 
  • يمكن أن تسبب القيادة الظرفية استياء الموظفين الذين قد يشعرون في بعض الأحيان أنهم يعاملون بشكل غير عادل ، وهذا العيب غير موجود في القيادات الآخرى والتي تقترح معاملة جميع المرؤوسين بشكل عادل . 

كيف يتم تنفيذ القيادة الظرفية : 

هناك مجموعة من الخطوات لتنفيذ القيادة الظرفية وهي ما يلي : 

  • حدد مهام أتباعك ، حيث يعد تحديد ووصف المهام التي يجب إكمالها أولى الخطوات لتنفيذ القيادة الظرفية . 
  • تحديد مستوى التطوير لكل متابع بناء على المهام التي يجب عليهم إكمالها ، حيث يتم تقييم أسلوب التطوير بناء على الإلتزام والكفاءة ، حيث يمكن للمرؤوس أن يكون ملتزم جيدا ولا لا يمتلك المهارات المناسبة لإكمال المهمة ، ويمكن أن يكون المرؤوس موهوب وماهر ولكنه يفتقر إلى الحافز لإكمال المهمة ، هنا عليك أن تقرر أين يقع مرؤوسيك على مستوى التطوير . 
  • اختيار أسلوب القيادة لمعالجة مستوى تطور المرؤوسين ، وهناك أربعة أنماط قيادية وهي : التوجيه ، الدعم ، التدريب التفويض ، ويعد أز خياران أكثر ملائمة للمرؤوسين الذين يحتاجون إلى مزيد من التوجيه / أما الخياران الأخرين يمنحان المزيد من الاستقلالية للمتابع . 
  • مناقشة الموقف والمهام مع المتابع ويجب التأكد من أنك أنت والمتابع على نفس الصفحة فيما يتعلق بإدارة المهام أو المشروع . 
  • المتابعة مع المتابع طوال دورة حياة كل مهمة أو مشروع بشكل منتظم ، وتعد التعليقات ضرورية بغض النظر عن أسلوب القيادة التي قمت بإختياره . 

تعرفنا في مقالنا هذا على القيادة الظرفية ، وذكرنا أنماطها الأربعة ، كما ذكرنا مميزاتها وعيوبها وكيفية تنفيذها . 

2.00 1 Star2 Stars3 Stars4 Stars5 Stars
Loading...
آخر المقالات
نصائح واستراتيجيات للتوازن بين العمل والحياة الشخصية في السعودية 

نصائح واستراتيجيات للتوازن بين العمل والحياة الشخصية في السعودية  تحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية يعتبر تحديا في العصر الحديث ، حيث أن الأفراد يواجهون ضغوطا كبيرة في العمل ومطالب مستمرة في الحياة الشخصية ، ولكنك يمكنك تمهيد الطريق لأسلوب حياة أكثر إنسجاما وإشباعا وذلك من خلال وضع مجموعة من الإستراتيجيات الفعالة في مجالاتك الشخصية […]

تعزيز التعاون والتفاعل بين الموظفين 

تعزيز التعاون والتفاعل بين الموظفين  يعتبر روح التعاون بين الموظفين من الأهداف الأساسية التي تسعى المؤسسات لزرعها وتنميتها في بيئة العمل ، وذلك لأن النتائج التي تحصد من بيئات العمل المتعاونة مثمرة وناجحة جدا ، على عكس بيئات العمل التي تخلو من روح التعاون بين الموظفين فنتائجها دائما سلبية ، وفيها إشارة إلى ضعف الانتماء […]

-->