صحة الهيكل التنظيمي هو دليل على نضج ونجاح المؤسسة ، كما يعد ضعف الهيكل التنظيمي وعدم فهم العاملين في المؤسسة تحديا كبيرا للكثير من العاملين في معظم الشركات بأنواعها سواء ربحية أو غير ربحية في مختلف قطاعات الاعمال ، حيث يؤدي عدم وجود النظام الهيكلي داخل المؤسسة إلى إلى تداخل الصلاحيات وعدم وضوح المرجعية الإدارية والمسؤوليات والمهام المرتبطة بالأقسام المختلفة ، فما هو الهيكل التنظيمي وما هي أنواعه ؟ هذا ما سنتحدث عنه في مقالنا هذا .
ما المقصود بالهيكل التنظيمي ؟
الهيكل التنظيمي هو الطريقة الذي يتم من خلالها تنظيم و تجزئة وإدارة الموارد البشرية في المؤسسة أو المنظمة وذلك على شكل علاقات مستقرة نسبيا ، ويمثل الهيكل التنظيمي السلوك الموجه والتفاعل والتنسيق في سبيل تحقيق أهداف المؤسسة .
وأيضا يعرف الهيكل التنظيمي بأنه : المحصلة الذي تتفاعل مع عنصرين أساسيين وهما النماذج والإطار ، حيث أن النماذج عبارة عن جملة من الاختيارات الإستراتيجية التي تقوم عليها المؤسسة ، أما الإطار هو مجموعة من الظروف الذي تعمل فيها المؤسسة مثل البيئة والتكنولوجيا والمتغيرات الثقافية .
أهمية الهيكل التنظيمي :
الهيكل التنظيمي له أهمية كبيرة تعود على الشركات وأهميته تكمن في التالي :
الهيكل التنظيمي يساعد في تحسين أداء المؤسسات فهو يضع استراتيجية ينظم من خلالها العلاقات بين الموارد البشرية في المؤسسة ويقضي على الفوضى داخل المؤسسة .
الهيكل التنظيمي يحدد بناء الشركة والأقسام وكذلك الفرق وكيف تتناسب هذه المكونات بعضها مع بعض ، أي أنه ينظم كافة العلاقات الرسمية بين الأفراد داخل المؤسسة ، فهو يحدد السلطات والمهام المطلوبة من كل فرد داخل المؤسسة وكيف يتم التنسيق بين جميع هذه المهام بعضها ببعض .
يساعد الهيكل التنظيمي الشركات والمؤسسات على النمو والتطور من خلال التركيز على الأهداف العامة للمؤسسة وليس على الأهداف الخاصة بكل قسم
يزيد من كفاءة العمل حيث يساعد الأقسام المختلفة على تحقيق أهدافها والقدرة على العمل بسرعة وتبسيط عملياتها وذلك من خلال تنظيم العمل في فرق وتوزيع المهام بشكل واضح .
يعزز من عملية صنع القرار ويساعد في اتخاد القرارات الصحيحة بوقت أسرع .
ما هي العوامل المؤثرة في الهيكل التنظيمي :
هناك عدة عوامل تؤثر بشكل مباشر على الهيكل التنظيمي للشركات ومن هذه العوامل ما يلي :
الحجم : وهو من العوامل الذي تؤثر بشكل مباشر على هيكلية الشركة ، حيث تواجه بعض الشركات زيادة في الحجم لعدة أسباب ومنها بسبب زيادة مدخلاتها الرأسمالية وزيادة عدد العاملين وأيضا زيادة في المبيعات ، عندما يحدث تغير في الحجم فيجب على الشركة القيام بإجراء تعديل على الهيكل التنظيمي الخاص بها ، حتى يتناسب من كافة المتغيرات الحالية والمستقبلية وإعادة توزيع المسؤوليات والمهام وفقا لهذه التغيرات .
الإستراتيجية : الإستراتيجية تصف طرق التنظيم اللازم اتباعها لتحقيق أهداف المؤسسة ، كما أنها تحدد البدائل الإستراتيجية اللازمة لتحقيق الأهداف العامة للمؤسسة ويتم تحديد هذه البدائل بناء على عدة معايير محددة وهذا يعني وصول الشركة إلى أهدافها .
الموارد : وتشتمل الموارد على كافة الإمكانات المادية والبشرية والمالية الذي تمتلكها الشركة في الوقت الحالي ، وقد تحدث زيادة في هذه الموارد وهذا يدل على وجود نمو وتطور وتوسع في الإنتشار ودخول أسواق جديدة وتوسع في الشركة ، بسبب كافة هذه المتغيرات الذي تحدث في الشركة يتوجب إعادة تعديل الهيكل التنظيمي بما يتناسب مع المعطيات والمتغيرات الجديدة .
البيئة : وقد يحدث تغير في البيئة العامة أو البيئة التنافسية أو المنافسين وتعد هذه التغيرات ذات تأثير غير مستقر في تحقيق أهداف الشركة ، لذلك يتطلب من الشركة أن تكون في حالة من التكيف مع هذه المتغيرات وهذا يتحقق من خلال إجراء تعديل مناسب على الهيكل التنظيمي للشركة .
التكنولوجيا : وهى عبارة عن خليط من المعدات والوسائل وطرق العمل والمعرفة ، حيث تساهم في تحويل المدخلات إلى مخرجات محددة ، وأي تغيير في التكنولوجيا يتطلب تعديل على الهيكل التنظيمي للشركة .
أسلوب الإدارة وقيمها : قد يحدث تغيير في الأسلوب الإداري في الشركة مثلا الإنتقال من الأسلوب المركزي إلى الأسلوب الديمقراطي ، ويتطلب هذا التغيير التعديل على الهيكل التنظيمي حتى يتناسب مع المتغيرات .
أنواع الهياكل التنظيمية :
للهيكل التنظيمي عدة أنواع نذكرها فيما يلي :
الهيكل الوظيفي : وهو النموذج المتبع في أغلب الشركات ، حيث يتم من خلال الهيكل التوظيفي تجميع كل تخصص وظيفي في إدارة واحدة ، وبالتالي يتكون إدارة مالية واحدة وإدارة مشتريات واحدة وإدارة صيانة واحدة وغيرها من الإدارات ، ما يميز الهيكل الوظيفي بأنه اقتصادي ويمنح أعلى درجات التركيز ويقلل من الإزدواجية بالعمل ، حيث يعد مريح جدا للموظفين ويتيح لهم تبادل الخبرات فيما بينهم كما أنه يساعد على تحقيق أهداف المؤسسة ، لكن له بعض من العيوب ومن عيوبه أنه قليل المرونة والبطء بإتخاذ القرار ، كما أنه ذو هرم وظيفي طويل ويحتوي على مستويات إدارية كثيرة .
الهيكل القطاعي : في هذا الهيكل يتم تجميع كل تخصص في إدارة واحدة أو قطاع واحد ، ويكون هذا التنظيم في الشركات والمؤسسات كبيرة التي تضطر إلى التقسيم القطاعي ، بحيث يكون لكل قطاع إدارة وسلطة ، أما بالنسبة للإدارة العليا في هذا الهيكل فيكون دورها التركيز على الإشراف وتوفير الخدمات المسندة وتقييم ومتابعة أداء كل قطاع ، يتميز هذا الهيكل بالعديد من المزايا ومنها يتمتع بقدرة عالية من مواكبة المتغيرات والتطورات المحيطة ، يحقق درجة عالية من اللامركزية ويخفف العبء عن الإدارة العليا ما يتح الوقت لوضع الخطط والأهداف المستقبلية ، أما عيوبه صعوبة تحقيق التنسيق والتكامل بين القطاعات بعضها ببعض ، صعوبة تنميط الأنظمة والسياسات والقواعد عبر كافة القطاعات ، وعدم تحقيق اقتصاديات الحجم الكبير .
الهيكل المصفوفي : ويقسم موظفيه حسب الوظيفة والمنتج ، ويجمع الأفضل من كل الهياكل المنفصلة ، وبه يتم اختيار مسؤول عن كل نشاط إلى جانب مدير العاملين في وظائف مختلفة إلى جانب وجود مديرين للموظفين ، أبرز ما يميزه أنه يجمع مميزات كل من الهيكل الوظيفي والقطاعي ، أما عييوبه تكمن في وجود مديرين للموظف الواحد وهذا ما ينتج عنه صعوبة في تنظيم العمل بالنسبة للعاملين الذين يتبعون مديرين .
الهيكل التشعبي : ويطلق عليه مسمى هيكل المنتجات ، حيث تضع الشركة بين يدي كل شعبة من الشعب التي تم توزيع المهام عليها وفقا اختصاصها كما وفيرا من الموارد الذي تحتاجها لأداء مهامها ووظائفها .
هناك أنواع أخرى من الهياكل التنظيمية ومنها :
هيكل المبادرة
هيكل بيروقراطي .
هيكل ما بعد البيروقراطي .
الهيكل المؤقت .
أبعاد الهيكل التنظيمي :
للهيكل التنظيمي مجموعة من الأبعاد وهي :
الضخامة والتعقيد : ويقصد بها مدى الإختلاف والتفاوت الموجود داخل الشركة .
الرسمية والتقنين : وهي الدرجة الذي يتم بها إجراءات العمل وتقنين القواعد .
درجة من المركزية : وتعني المستوى التنظيمي الذي يحق له إتخاذ القرارات .
تعرفنا في مقالنا هذا على هيكلة الشركات ، ووضحنا مفهوم الهيكل التنظيمي كما ذكرنا أهميته بالنسبة للشركات وأيضا تحدثنا عن أنواع الهيكل التنظيمي وذكرنا أبعاده كما ذكرنا العوامل الذي تؤثر على الهيكل التنظيمي
نصائح واستراتيجيات للتوازن بين العمل والحياة الشخصية في السعودية تحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية يعتبر تحديا في العصر الحديث ، حيث أن الأفراد يواجهون ضغوطا كبيرة في العمل ومطالب مستمرة في الحياة الشخصية ، ولكنك يمكنك تمهيد الطريق لأسلوب حياة أكثر إنسجاما وإشباعا وذلك من خلال وضع مجموعة من الإستراتيجيات الفعالة في مجالاتك الشخصية […]
تعزيز التعاون والتفاعل بين الموظفين يعتبر روح التعاون بين الموظفين من الأهداف الأساسية التي تسعى المؤسسات لزرعها وتنميتها في بيئة العمل ، وذلك لأن النتائج التي تحصد من بيئات العمل المتعاونة مثمرة وناجحة جدا ، على عكس بيئات العمل التي تخلو من روح التعاون بين الموظفين فنتائجها دائما سلبية ، وفيها إشارة إلى ضعف الانتماء […]