نصائح واستراتيجيات للتوازن بين العمل والحياة الشخصية في السعودية
29 - 05 - 2024
تعرف البطالة بأنها الحالة التي تشمل الأشخاص الذين هم في سن العمل والقادرين عليه والراغبين فيه ولكنهم لا يجدوه ، والبطالة هي من إحدى التحديات التي تواجه البلدان بسبب عواقبها ونتائجها السلبية على جوانب الحياة الخاصة والعامة ، وتختلف في حجمها وأبعادها حسب نظرة كل مجتمع للأشخاص العاطلين عن العمل ، فالبطالة هي مرض اجتماعي واقتصادي لما يترتب عليها من آثار سلبية كثيرة وهذا ما سنتحدث عنه في مقالنا هذا .
هناك عدة أسباب أدت إلى ظهور مشكلة البطالة ومن أهمها ما يلي :
أثرت التكنولوجيا بشكل كبير على معدل البطالة في الدول ، حيث أدى وجود وضع سياسي مترد داخل الدول وخلافاتها مع الدول المحيطة إلى عدم اهتمام الدول بالقضايا الداخلية لها ، كما أن التقدم التكنولوجي الكبير أدى إلى الاستغناء عن الأيادي البشرية العاملة واستبدالها بعناصر ووسائل التكنولوجيا الحديثة ، وهذا ما قلل من الطلب على العمال ، وأيضا نذرة الموارد والمصادر الإقتصادية في بعض الدول أدى إلى قلة وجود فرص عمل ، كما أن اللجوء لاستقدام العمالة الرخيصة من الدول النامية أدى إلى الاستغناء عن العمالة المحلية داخل الدولة ، وأيضا أدت سياسات بعض الدول التي تؤدي إلى تقليص المشاريع العامة ووتطويرها إلى عدم استيعاب سوق العمل للعمال ، جميع هذه الأسباب أدت إلى إزدياد معدل البطالة بشكل كبير .
وهي الأسباب التي تتعلق بشكل مباشر بالمجتمعات ، حيث أن ازدياد أعداد السكان وخاصة في الدول العربية كان أحد أهم الأسباب التي أدت إلى تفاقم أعداد البطالة وأيضا نوعية التعليم المطروح في الجامعات والتي لا يتناسب مع التقدم والتطور التكنولوجي ، وبالتالي عدم تلبية احتياجات السوق ، كما أن عدم وعي المجتمع بالآثار السلبية التي تسببها البطالة مستقبلا أدى إلى الجهل في كيفية التعامل مع هذه المشكلة في وقتنا الحالي .
للبطالة العديد من النتائج والآثار السلبية على كل من الفرد والمجتمع وفيما يلي سنذكر أهم نتائج البطالة :
للبطالة الكثير من الآثار السلبية التي تعود على الفرد ومن هذه الآثار ما يلي :
العمل هو شيء ضروري جدا في حياة الفرد فهو يزيد من مكانته الإجتماعية ويحقق له الأمن المادي ، ويكتسب الفرد أثناء العمل العديد من المهارات والقدرات العالية والمتنوعة ، كما أنه يمكن الفرد من تسيير نمط حياته وتحسين مهارات التواصل مع الآخرين ، لذا عندما يفقد الفرد عمله ويفقد جميع هذه المزايا فإن ذلك يؤدي إلى ظهور العديد من الآثار السلبية عليه سواء على حالته النفسية أو الجسدية ، ومن أبرزها ما يلي :
تسبب البطالة طويلة الأجل العديد من الأمراض العقلية والبدنية ، كما أنها تقلل من العمر الإفتراضي حسب الكثير من الدراسات .
حيث تزداد حالات الانتحار بشكل كبير بسبب البطالة لأن البطالة تسبب زيادة الفقر واليأس ، والحرمان وزيادة المشاكل الأسرية ، وجميعها عوامل رئيسية ترفع من نسب الانتحار .
حيث يعد العاطل عن العمل هو أكثر عرضة للشعور بالاكتئاب والقلق كما أن تقديره لذاته ينخفض بشكل كبير ، خاصة إذا كان لديه رغبة كبيرة في الحصول على وظيفة ، كما تسبب البطالة من زيادة التوتر والضغط النفسي عليه بشكل كبير ، وقد يزداد شعوره باليأس في حال عدم قدرته على الإنجاز وعدم الرضا عن ذاته .
حيث يعاني العاطل عن العمل بالوحدة والانعزال بشكل كبير ، وذلك بسبب عدم انخراطه مع زملائه والخروج من المنزل من أجل العمل وهذا ما يزيد من شعوره بالقلق ويفقده الثقة بالمجتمع وهذا يؤدي إلى الإنسحاب تدريجيا من المجتمع الخارجي .
الشخص العاطل عن العمل ينتبه مشاعر الإحباط واليأس بشكل كبير وذلك لأنه فقد حقه من الحصول على وظيفة وخاصة عندما يكون لديه العديد من المهارات والقدرات التي تؤهله للعمل وخاصه عندما يمتلك مهارات مثل التي يمتلكها من يشغل المنصب الوظيفي وقد تتطور هذه المشاعر ليتحول هذا الشخص إلى شخص عدواني تجاه المجتمع وتجاه الأخرين .
تعد البطالة سببا مباشر للجوء إلى الإدمان ، وبالرغم من أن فقدان الوظيفة يصعب من توفر المال إلا أن فقدانها تؤثر سلبا على تقدير الهوية واحترام الذات وكلما فاقم الاكتئاب كلما حفز للجوء إلى الإدمان .
هناك العديد من الآثار الإجتماعية التي تؤثر بشكل سلبي على العاطلين عن العمل ومنها :
حيث تعتبر فئة الشباب العاطلة عن العمل الأكثر عرضة للانظمام إلى العصابات المتطرفة ، وذلك لأنه من السهل إقناعهم بأهداف هذه الجماعات ، لأن غالبيتهم لا يمتلكون أهدافا محددة لذلك فهم يرون التطرف والعنف طريقة للتعبير عن الذات .
فإن عدم القدرة على وجود حلول لمشكلة البطالة ، فإن كثير من الشباب تجبر على التفكير بالهجرة إلى خارج البلد لإيجاد فرصة عمل .
وذلك لأن الشركات لا تفضل توظيف العاطلين عن العمل لفترات طويلة عالرغم من امتلاكهم للمهارات والمؤهلات المطلوبة ، كما أن البطالة تؤدي إلى فقدان الكثير من المهارات التي اكتسبت خلال فترات العمل السابقة ، وذلك لعدم استخدامها باستمرار ، هذا الأمر يصعب من فرصة الحصول على وظيفة .
حيث تؤدي البيئة الغير مستقرة للعاطل عن العمل وشعوره بالوحدة لابتعاده عن المجتمع الخارجي التي يعيش فيه إلى تفشي الجريمة في المجتمع وانتشارها بشكل كبير ، فالبطالة والفقر هي أسباب رئيسية لوقوع الجرائم .
يوجد العديد من الآثار الإقتصادية الناتجة عن البطالة ومنها :
يمكن العمل على حل مشكلة البطالة من خلال العديد من الطرق ومنها ما يلي :
تعرفنا في مقالنا هذا على الآثار الناجمة عن مشكلة البطالة والتي تؤثر على الفرد والمجتمع واقتصاد الدولة ، كما ذكرنا بعض من الحلول التي بإمكانها الحد من مشكلة البطالة .