مراحل الاحتراق الوظيفي

bunalim

مراحل الاحتراق الوظيفي 

الاحتراق الوظيفي يصنف على أنه ظاهرة مهنية تنتج عن الاجهاد المزمن الذي لم يتعامل معه ومعالجته بالشكل الصحيح ، ويوجد للاحتراق الوظيفي عدة مراحل والكثير من الأشخاص يتجاهلونها ويرونها  بأنها مرحلة طبيعية تنتج من المزاج السيء وسرعان ما تختفي ، في مقالنا هذا سنتعرف على الاحتراق الوظيفي ومراحله . 

ما هو الاحتراق الوظيفي : 

هو عبارة عن ضغط نفسي وبدني يعاني منه الشخص نتيجة شعوره بالقهر والحزن ، مما ينتقل من حالة الاستمتاع والأداء العالي في العمل إلى حالة الفتور وانعدام الشخصية ، فيصبح الشخص غير قادر على التأقلم مع ظروف العمل المحيطة به ومتغيراته ، ويتحول إلى شخص انعزالي أو تهكمي في طريقة تعامله مع الناس . 

ويعرف أيضا بأنه نوع خاص من حالات الاجهاد المرتبط في العمل ، ويشتمل الشعور بالانهاك الجسدي والعاطفي الناجم عن الضغط المستمر على المدى البعيد ، ويحدث الاحتراق الوظيفي عندما تشعر بانعدام الطاقة والاستنزاف وعدم القدرة على القيام بالمهام الحياتية اليومية المختلفة . 

مراحل الاحتراق الوظيفي : 

الاحتراق الوظيفي لا يحدث فجأة أو دفعة واحدة بل يمر بعدة مراحل وأهمها ما يلي : 

  • شهر العسل : هذه المرحلة تكون مليئة بالتفائل والطاقة الإيجابية ، سواء كان الشخص يشغل وظيفة جديدة أو تعين في دور وظيفي جديد ، فمن المرجح أن يشعر بالسعادة والرضا ويتمتع بإنتاجية عالية والقدرة على الإبداع بشكل كبير . 
  • الإجهاد : مرحلة شهر العسل تختفي تدريجيا ، وينتج بعد ذلك مشاعر القلق والتوتر والإرهاق ، دون أن تظهر على الشخص أي علامات جسدية أو عقلية ، في هذه المرحلة يتم فقدان التركيز البسيط والانتاجية بصورة تدريجية والشعور بالتعب ، وهذه الأمور ترافق الشخص نتيجة حدوث ظروف أخرى خارج العمل ، وقد يشعر الشخص بعدم القدرة على النوم وعدم القدرة على الاستمتاع بالأنشطة الإجتماعية . 
  • الاجهاد المزمن : عندما تزداد الضغوطات ، سيؤثر ذلك على العمل ، وتتمثل هذه المرحلة في مشاعر اللامبالاة وعدم إتمام  العمل بالوقت المحدد ، والتأخر عن العمل والتسويف في أداء المهام ، جميع هذه الأمور تتزامن مع وجود عدة عوامل اجتماعية أخرى مثل الانسحاب من المحادثات العادية المتعلقة بالعمل أو الغضب السريع في العمل ، والأسوء من ذلك هو الاحتفاظ بالمشاعر السيئة والسلبية مع العودة إلى المنزل ، وتوتر العلاقات مع العائلة والأفراد . 
  • الاحتراق : هذه المرحلة تسمى بالاحتراق الوظيفي ، حيث تبدأ مشكلات العمل بالستحواذ على تفكير الشخص إلى درجة الهوس في بعض الأحيان ، ويتزامن ذلك الشك في الذات ، في هذه المرحلة تظهر مجموعة من الأعراض الجسدية الواضحة مثل الصداع المزمن ومشكلات المعدة والجهاز الهضمي ، كما يصاحبها تغيرات سلوكية . 
  • الاحتراق الثابت : هذه المرحلة تنتج عندما تهمل العلاج ، فيصبح الإرهاق جزءا من الحياة اليومية ، وهذا يؤدي بالنهاية إلى القلق والإكتئاب ، هذا الأمر يجعل المرء غير قادر على أداء مهام العمل ، وبالتالي يفقد الوظيفة . 

أسباب الإحتراق الوظيفي : 

للاحتراق الوظيفي عدة أسباب ومنها : 

عدم الرضا الوظيفي :

حيث يوجد عدة عوامل تؤثر على معدل رضا الموظفين ومنها : 

  • العلاقات المتوترة بين المدية والموظفين والتي تصل بالنهاية إلى إصابة الموظفين بعدم الرضا الوظيفي وقد تتطور هذه الحالة لتصل إلى الاحتراق الوظيفي وقد يصلون في النهاية إلى تقديم استقالاتهم وفقدان الوظيفة . 
  • عبء العمل ، الكثير من الموظفين يعانون من ضغط عمل غير طبيعي ، حيث يطلب منهم إنجاز مهام ضخمة وكبيرة بعدد ساعات محدودة ،وهذا الأمر يجعل الموظف في توتر وضغط نفسي وتعب ، وهذا ما يسبب له الاحتراق الوظيفي . 
  • الأجر الشهري ، الكثير من الموظفين يشعرون بعد الرضا الوظيفي بسبب أجورهم المنخفضة ، حيث يشعرون بأنهم مخلصين في العمل وملتزمون به ، ولكن أجورهم الشهرية لا تتناسب مع جهدهم المبذول ، وبذلك يفقدون الحافز للعمل . 
  • العمل الروتيني : العمل الروتيني والجامد والمحدد بقواعد معينة وتفصيلية ، يخلق احساسا بالضيق النفسي لدى الموظف ، حيث أنه في العمل الروتيني لا يكون هناك مجالا للإبداع والابتكار والتجديد ، كما أنه عدم إعطاء الإدارة صلاحيات للموظف من أجل إضفاء بصمته المميزة على عمله ، هنا يشعر الموظف أنه مجرد آلة تعمل فقط ، لا إنسانا يملك إبداعا وابتكارا ووعيا وطموحا . 
  • التغيرات في الحياة الشخصية : وجود اضطرابات في الحياة الشخصية للموظف تؤدي إلى حالة من خلط الأوراق ، من خلال انتقال مشاكله الخاصة من المنزل إلى العمل ، وهذا يؤثر في في التوازن بين العمل والمنزل ، فيصبح أكثر توتر ويفقد استقراره وبالتالي تنخفض انتاجيته بشكل كبير وهذا بالنهاية يصل به إلى حالة الإحتراق الوظيفي . 
  • عدم السيطرة : تؤدي عدم قدرتك على اتخاد القرارات الصحيحة المتعلقة بوظيفتك مثل تحديد الجدول الزمني أو المهام أو شركاء العمل أو الحصول على موارد العمل الناقصة ، إلى شعورك الدائم بالقلق والتوتر وهذا بالنهاية يؤدي إلى وصول الموظف لحالة الاحتراق الوظيفي . 
  • نقص التواصل الاجتماعي : شعورك بالعزلة في العمل وفي حياتك الشخصية وعدم امتلاكك الكثير من الأصدقاء والتواصل معهم أو لا تجيد التعامل والتقرب من الآخرين جميع ذلك يشعرك بالمزيد من التوتر . 

كيف تعلم بأنك مصاب بحالة الاحتراق الوظيفي : 

هناك مجموعة من الأعراض تدل على أنك مصاب بحالة من الاحتراق الوظيفي وهي كالتالي : 

  • انعدام الحافز والإرهاق الشديد : عندما تشعر بأنك متعب للغاية جسديا ونفسيا وأنك تحتاج للكثير من الطاقة كي تذهب إلى عملك كل صباح ، وأيضا عندما تشعر بأن يوم عملك طويل وممل وتكون كافة المواقف خلال عملك سلبية من شكوى ورفض وتذمر ، هنا أنت مصاب بالاحتراق الوظيفي . 
  • إنخفاض أدائك بصورة واضحة وملحوظة ، عندما ينخفض أدائك بشكل مفاجئ ويتشتت تركيزك بشكل كبير ، وتتناقص قابليتك للعمل والإنجاز ، ، وهذا الحال استمر لفترة طويلة ، فأنت هنا مصاب بالاحتراق الوظيفي وخاصة إذا كان يشهد لك بالالتزام والإخلاص بالعمل . 
  • العصبية واللامبالاة للأحداث : كأنك تشعر بأن علاقاتك مع الآخرين تنهار شيء بشيء ، وأنك غير قادر على الجدال كالسابق ، وأيضا تبنيك لبعض التصرفات وردود الأفعال العدوانية والعصبية المبالغ فيها في بعض الحالات ، جميع ذلك يدل على أنك مصاب بالاحتراق الوظيفي . 

كيف يمكنك التخلص من حالة الاحتراق الوظيفي ؟ 

يمكنك التخلص من حالة الاحتراق الوظيفي بعدة طرق منها ما يلي : 

  • الابتعاد عن العمل والذهاب للاستجمام من خلال آخد استراحة أو إجازة من العمل والذهاب في رحلة سياحية ، أو الالتحاق بنشاط يعيد لك الطاقة والشغف لحياتك . 
  • تحدث مع الآخرين ، من خلال التحدث مع شخص مقرب لك ، حيث أن الحديث مع شخص مقرب يؤدي إلى تخفيف الضغط عليك . 
  • احرص على النوم جيدا ، لأن النوم مهم جدا لحالتك النفسية والجسدية . 
  • قم بإعادة تقييم أولوياتك . 
  • ابتعد عن الأجهزة الذكية لفترة من الوقت . 
  • نظم أمورك من خلال ، تنظيم أولوياتك وتسجيلها وتنفيذها بشكل منظم وهذا ما يخلق التوازن بين عملك ومنزلك . 

تعرفنا في مقالنا هذا على الاحتراق الوظيفي ومراحله ، كما ذكرنا أسباب الاحتراق الوظيفي ، وذكرنا كيف يمكنك التعرف بأنك مصاب بالاحتراق الوظيفي ، وبالنهاية قدمنا مجموعة من النصائح للتخلص من الاحتراق الوظيفي 

1.00 1 Star2 Stars3 Stars4 Stars5 Stars
Loading...
آخر المقالات
التوازن بين الحياة الشخصية والمهنية – كيف تحقق التوازن بين الحياة الشخصية والمهنية ؟ 

كيف تحقق التوازن بين الحياة الشخصية والمهنية ؟  الحياة ليس من السهل مواجهتها ، لأنه كلما تقدم العمر تزداد مسؤوليات الحياة الشخصية ، حيث يصبح لدى الفرد أسرة ، وبالتالي تزداد مسؤولياته ، كما أن مسؤولياته المهنية تزداد مع تقدم العمر وهنا يكون عليه أن يطور من عمله وإنتاجيته ، لذا على الفرد أن يعرف […]

الثقة بالنفس – تعزيز الثقة بالنفس 

تعزيز الثقة بالنفس  الثقة بالنفس هي الشعور بالرضا عن النفس وتقدير الذات ، وهذا يؤدي إلى الشعور بالإيجابية تجاه أنفسنا وحول حياتنا بشكل عام ، وهذا يجعلنا أكثر قدرة على التعامل مع حالات الصعود والهبوط في حياتنا ، وهذا له تأثير عميق على اختياراتنا ، لأن ذلك يحدد إلى كبير ما يجعلنا قادرين عليه وما […]

-->