العمل التطوعي – العمل التطوعي وتنمية شخصيتك 

pngegg 2024 03 25T011245.232 1

العمل التطوعي وتنمية شخصيتك 

يسعى العمل التطوعي دائما إلى خلق روح إنسانية تعاونية بين أفراد المجتمع الواحد والمجتمعات المختلفة ، فالتطوع هو عبارة عن ممارسة تتطلب ثقافة ووعيا بما يقدم لنا وللآخرين ، وذلك لأن التطوع يعتبر منا ولأجلنا ، وهو دائما ينبع عن خلق العطاء العظيم كما يعتبر عملا جميلا وساميا ، في مقالنا هذا سنتعرف على العمل التطوعي وتنمية الشخصية

ما مفهوم العمل التطوعي ؟ 

هو عبارة عن نشاط ينفذ بمبادرة شخصية ومن دون أي مقابل مادي ، وذلك بهدف المساهمة في خدمة المجتمع وتحقيق الفائدة العامة ، كما يعكس القيم الإنسانية وروح التضامن والمساعدة المتبادلة بين الأفراد ، وقد يكون موضوع العمل التطوعي متنوع ويشمل الكثير من المجالات مثل : التعليم ، الرعاية الصحية ، البيئة ، رعاية الحيوانات ، ومساعدة المحتاجين والفقراء . 

كما يعد العمل التطوعي فرصة للأفراد من أجل تحسين جودة حياة المجتمعات التي يعيشون فيها ، ويمكن أن يكون للعمل التطوعي الكثير من التأثيرات الإيجابية التي تعود على المتطوعين مثل اكتساب مهارات جديدة ، وتطوير القدرات الاجتماعية والشخصية ، كما إن العمل التطوعي يعزز من الشعور بالإنتماء والمسؤولية الإجتماعية ، كما يساهم في بناء شبكات علاقات اجتماعية قوية ، وأيضا يعزز التعاون والتضامن بين أفراد المجتمع الواحد . 

ويعرف العمل التطوعي أيضا بأنه تقديم خدمة ما للأفراد أو المجتمع بلا مقابل ، وله عدة صور ومنها : العمل الخيري أو المشاركة في المبادرات الإجتماعية أو مساعدة الآخرين بخدمات بسيطة ، ولكنه يترك أثر عميق في نفوس الأفراد . 

ما هي فوائد العمل التطوعي ؟ 

العمل التطوعي له عدة فوائد وأهمها ما يلي : 

تحقيق الذات : 

العمل التطوعي يعمل على تحقيق الذات وذلك من خلال تقديم الشخص نفسه للمجتمع ، وذلك عن طريق المشاركة في الأعمال التطوعية والمبادرات المجتمعية ، فالعمل التطوعي يعتبر وسيلة تعطي للفرد فرصة للتعرف على مختلف شرائح المجتمع ، والإنخراط بالمجتمع ، فبالعمل التطوعي يبني الشخص كيانه ومكانته الإجتماعية في مجتمعه ، كما أنه يثبت وجوده كشخص فاعل أثناء المشاركة في الأعمال التطوعية ، هذا الأمر يؤدي إلى شعور الفرد بالمسؤولية والانتماء إزاء مجتمعه ، وأنه يجب عليه إفادة مجتمعه حتى يترك أثر إيجابي من خلال ما يقدمه له . 

تعزيز الثقة بالنفس : 

يعد العمل التطوعي واحد من الطرق التي تساعد الفرد على تعزيز ثقته بنفسه ، فعندما يساهم الفرد في بناء وتطوير مجتمعه ، فإنه يشعر بالفخر إزاء ذلك ، وذلك لأنه يترك بصمته الخاصة من خلال قيامه بالعمل التطوعي وذلك سواء كان بالمشاركة الفعلية فيه ، وتقديم أفكار ومقترحات من شأنها أن تعمل على تطوير المدجتمع ، وعندما يتم تبني فكرة الفرد لتطبيقها في المجتمع فإنه سيدرك أهميته ودوره في المجتمع وهذا ما يعزز ثقته بنفسه . 

تطوير المهارات القيادية : 

العمل التطوعي يجعل من الفرد شخصية قيادية ، وهذه تعتبر من أهم الصفات التي يحتاجها الفرد حتى يؤثر على الآخرين ويكسب قلوبهم ، فالفرد يكتسب الشخصية القيادية من خلال أدواره المختلفة في الأعمال التطوعية ، حيث يتنامى لديه الشعور بالمسؤولية وتدريجيا يمكن أن يكتسب المهارات القيادية التي تؤهله مستقبلا لإنشاء مبادرات تطوعية بشكل فردي ، ومع الوقت يبدأ الفرد بتوظيف هذه المهارات في سبيل تطوير المجتمع وهذا يكون نابعا من شخصيته ورغبته ، كما أنه يطور من مهاراته القيادية . 

تعزيز وتقوية مهارات التشبيك : 

العمل التطوعي يسهم في تعزيز مهارات التشبيك لدى الفرد وبناء علاقاته الإجتماعية ، وذلك من خلال عمله من الآخرين ، فهذه العلاقات دائما تقوده إلى تطوير الذات وتعلم مهارات جديدة ، فعندما يتبادل أفكاره مع زملائه وأقرانه من المتطوعين فيجد منهم من يشاركه اهتماماته وهكذا يتبادلون الخبرة والتجربة فيما بينهم ، هذه العلاقات تعمل على توسيع خيارات الفرد الوظيفية في المستقبل ، فهي تمنح الشخص الخبرة الكافية التي تؤهله للحصول على وظيفته المستقبلية ، وذلك من خلال الاستفادة من مهارات وأفكار الآخرين الذين يشاركهم في العمل التطوعي فينميها ويطورها حتى يخدم مجال اهتمامه أو اختصاصه . 

فرصة للتخلي عن العادات السلبية : 

الأعمال التطوعية بكافة أشكالها تعتبر من أهم العادات الاجتماعية التي قد يضيفها الفرد في حياته اليومية وذلك لإقلاعه  عن العادات السلبية مثل التدخين ، حيث إن المشاركة في الأعمال التطوعية تزيد من فرصة الاستثمار الأمثل لوقت الشخص ، كما يوفر المساحة للشخص المساحة التي يمكنه من خلالها تقديم خدماته للمجتمع من خلال مشاركة الأشخاص الذين يجمعه بهم صفات مشتركة ويقضي معهم جزء كبير من يومهم ، فيقتدي الشخص بالعادات الجيدة للأفراد الذين يشاركونه العمل التطوعي ، وهذا ما يعزز عنده الشعور بتغيير ذاته للأفضل والإقلاع عن عاداته السلبية . 

وسيلة للإعمار واسعاد الغير : 

يعتبر العمل التطوعي من إحدى الأسباب التي تجعل الشخص موفقا في حياته من خلال تقديم المساعدة للأشخاص بدون أي مقابل ، فالعمل التطوعي هو وسيلة لكسب رضا الله عز وجل ، وذلك لأنه يدخل من ضمن الأعمال التي يتقرب بها الفرد من الله وذلك من خلال إعمار المجتمع ومد يد العون والمساعدة للآخرين حتى بأبسط الامكانيات التي يمتلكها . 

تعزيز السيرة الذاتية للفرد : 

فإذا كنت تسعى للحصول على منحة دراسية لإكمال دراستك في الخارج ، فالعمل التطوعي له دور كبير في زيادة نسبة قبولك ، فهي تتطلب امتلاك خبرات ومهارات قيادية وقدرة على التأثير في المجتمعات ، فالمشاركة في الأعمال التطوعية العالمية والمحلية تعتبر فرصتك لتعزيز سيرتك الذاتية وبالتالي الحصول على فرص أفضل سواء أكانت دراسية أو وظيفية . 

أنواع العمل التطوعي : 

العمل التطوعي له نوعان وهما ما يلي : 

  • العمل التطوعي الفردي : وهو عبارة عن عمل أو سلوك إيجابي يمارسه الفرد من تلقاء نفسه وبرغبة وإرادة منه ولا يريد أي مردود مالي ، حيث يقوم على اعتبارات أخلاقية أو اجتماعية أو دينية أو إنسانية ، مثل أن يقوم الفرد بتعليم مجموعة من الأفراد الكتابة والقراءة ممن يعرفهم ، أو الطبيب الذي يمنح من وقته لمعالجة الفقراء . 
  • العمل التطوعي المؤسسي : ويعتبر أكثر تقدما من العمل التطوعي الفردي ، وهو أكثر توسعا وتنظيما وتأثيرا على المجتمع ، حيث يتطوع به الأفراد ضمن منظمات ومؤسسات خيرية أو تطوعية ، وذلك من أجل خدمة المجتمع الذي يعيشون فيه والمجال الذي يبرعون فيه ويفضلونه . 

ما هي مجالات العمل التطوعي ؟ 

للعمل التطوعي عدة مجالات وأهمها ما يلي : 

  • التطوع في الدول الفقيرة أو النامية : وهذا يحدث من خلال مساعدة المنكوبين في الدول الآخرى من آثار الزلازل والأعاصير والفيضانات وتقديم يد العون لهم وذلك من خلال مواد الإغاثة والمواد العلاجية ، وإسعافات أولية ومواد طبية ، وتقديم الخيام السكنية أو من خلال السفر إلى تلك الدول والتطوع بها مثل تعليم اللغة أو العمل الخيري في دار المسنين . 
  • التطوع في الأماكن العامة : وذلك من خلال تقديم المساعدة اليدوية في تجميلها وتنظيفها ، أو تنظيم الحدائق وتنسيقها وتنظيفها حتى تصبح جميلة المنظر ، وتنظيف الشوارع وتحسينها من خلال إزالة القمامة وغيرها . 
  • التطوع في مجال الطوارئ : وذلك من خلال نشر طرق التعامل مع الحالات الطارئة والاسعافات الأولية ، وأيضا مساعدة المتضررين من الكوارث الطبيعية مثل الزلازل . 
  • التطوع في أماكن العبادة : من خلال تقديم المساعدات المادية لبنائها وترميمها ، أو القيام بتنظيفها وتحسينها وتعطيرها للحفاظ عليها . 

سلبيات العمل التطوعي : 

العمل التطوعي له عدة سلبيات وهي كالتالي : 

  • الاستغلال والإفراط في العمل . 
  • نقص المهارات والتدريب . 
  • الالتزام والتحمل العاطفي . 
  • عدم الاستمرار والتوازن . 
  • قيود المسؤولية . 
  • التبعية المالية . 
  • نقص التقدير . 

تعرفنا في مقالنا هذا على العمل التطوعي ، وذكرنا فوائد العمل التطوعي وأنواعه ، أيضا مجالات العمل التطوعي وسلبيات العمل التطوعي . 

1 Star2 Stars3 Stars4 Stars5 Stars
Loading...
آخر المقالات
نصائح واستراتيجيات للتوازن بين العمل والحياة الشخصية في السعودية 

نصائح واستراتيجيات للتوازن بين العمل والحياة الشخصية في السعودية  تحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية يعتبر تحديا في العصر الحديث ، حيث أن الأفراد يواجهون ضغوطا كبيرة في العمل ومطالب مستمرة في الحياة الشخصية ، ولكنك يمكنك تمهيد الطريق لأسلوب حياة أكثر إنسجاما وإشباعا وذلك من خلال وضع مجموعة من الإستراتيجيات الفعالة في مجالاتك الشخصية […]

تعزيز التعاون والتفاعل بين الموظفين 

تعزيز التعاون والتفاعل بين الموظفين  يعتبر روح التعاون بين الموظفين من الأهداف الأساسية التي تسعى المؤسسات لزرعها وتنميتها في بيئة العمل ، وذلك لأن النتائج التي تحصد من بيئات العمل المتعاونة مثمرة وناجحة جدا ، على عكس بيئات العمل التي تخلو من روح التعاون بين الموظفين فنتائجها دائما سلبية ، وفيها إشارة إلى ضعف الانتماء […]

-->